فصل: إعراب الآية رقم (39):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآية رقم (39):

{وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهامانَ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَما كانُوا سابِقِينَ (39)}.
الإعراب:
الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (قارون) معطوفة على (عادا)، الواو استئنافيّة (لقد جاءهم موسى) مثل لقد تركنا، (بالبيّنات) متعلّق بحال من موسى الفاء عاطفة (في الأرض) متعلّق ب (استكبروا) الواو عاطفة (ما) نافية.
جملة: (جاءهم موسى...) لا محلّ لها جواب القسم المقدّر...
وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (استكبروا...) لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.
وجملة: (ما كانوا سابقين) لا محلّ لها معطوفة على جواب القسم.

.إعراب الآية رقم (40):

{فَكُلاًّ أَخَذْنا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا وَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)}.
الإعراب:
الفاء استئنافيّة (كلّا) مفعول به مقدّم منصوب (بذنبه) متعلّق ب (أخذنا)، والباء سببيّة الفاء عاطفة تفريعية (منهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (من أرسلنا)، (عليه) متعلّق ب (أرسلنا)، وكذلك تعرب الجمل اللاحقة الشبيهة (به) متعلّق ب (خسفنا)، الواو عاطفة (ما) نافية اللام لام الجحود أو الإنكار (يظلمهم) مضارع منصوب بأن مضمرة بعد اللام الواو عاطفة (أنفسهم) مفعول به مقدّم.
والمصدر المؤوّل (أن يظلمهم...) في محلّ جرّ باللام متعلّق بمحذوف خبر كان.
جملة: (أخذنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (منهم من أرسلنا...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (أرسلنا...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الأول.
وجملة: (منهم من أخذته...) لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من أرسلنا.
وجملة: (أخذته الصيحة...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثاني.
وجملة: (منهم من خسفنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من أرسلنا.
وجملة: (خسفنا...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الثالث.
وجملة: (منهم من أغرقنا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة منهم من أرسلنا.
وجملة: (أغرقنا...) لا محلّ لها صلة الموصول (من) الرابع.
وجملة: (ما كان اللّه...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يظلمهم...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر.
وجملة: (كانوا... يظلمون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة ما كان اللّه ليظلمهم.
وجملة: (يظلمون) في محلّ نصب خبر كانوا.
الفوائد:
- كلا مفعول به مقدم للفعل (أخذنا...) وقد سبق لنا وتحدثنا عن كل وبعض فيما تقدم.
- وَما كانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ: فهذه اللام هي لام الجحود، وحدّها أن تسبق بكون منفي وقد جرى الحديث عنها.

.إعراب الآية رقم (41):

{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (41)}.
الإعراب:
(من دون) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله اتّخذوا (كمثل) متعلّق بخبر المبتدأ مثل الواو حاليّة اللام المزحلقة للتوكيد (لو) حرف شرط غير جازم.
جملة: (مثل الذين...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (اتّخذوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (اتّخذت...) لا محلّ لها استئناف بيانيّ.
وجملة: (إنّ أوهن البيوت...) في محلّ نصب حال.
وجملة: (لو كانوا...) لا محلّ لها استئنافيّة... وجواب الشرط محذوف تقديره ما عبدوا الأصنام.
وجملة: (يعلمون...) في محلّ نصب خبر كانوا.
الصرف:
(العنكبوت)، اسم جنس للحيوان المعروف وزنه فعللوت، فالواو والتاء مزيدتان، جمعه عناكب وعناكيب يذكّر ويؤنّث، وقد يقع عنكبوت على المفرد والجمع.
(أوهن)، اسم تفضيل من (وهن) الثلاثيّ وزنه أفعل.
البلاغة:
التشبيه المركب: في قوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِياءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ).
المعنى مثل الذين اتخذوا من دون اللّه أولياء، فيما اتخذوه معتمدا ومتكلا في دينهم، وتولوه من دون اللّه تعالى، كمثل العنكبوت فيما نسجته واتخذته بيتا، والغرض تقرير وهو أمر دينهم، وأنه بلغ الغاية التي لا غاية بعدها ومدار قطب التشبيه أن أولياءهم بمنزلة منسوج العنكبوت ضعف حال وعدم صلوح اعتماد عليه، وعلى هذا يكون قوله تعالى: (إِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ...) تذييلا يقرر الغرض من التشبيه.
ويجوز أن يكون المعنى والغرض من التشبيه ما سمعت، إلا أنه يجعل التذييل استعارة تمثيلية، ويكون ما تقدم كالتوطئة لها.
الفوائد:
- عودا إلى المثل والتمثيل في القرآن الكريم: رغم أننا نوّهنا بهذا الفن الكريم مرارا. ومن علماء البلاغة من اعتبره من الاستعارة التمثيلية القائمة على التشبيه التمثيلي: قال عبد القاهر الجرجاني: وهل تشك في أن التمثيل يعمل عمل السحر في تأليف المتباينين، حتى يختصر بعد ما بين المشرق والمغرب، وهو يريك المعاني الممثلة في الأشخاص الماثلة، وينطق لك الأخرس، ويعطيك البيان من الأعجم، ويريك الحياة في الجماد، ويريك التئام عين الاضداد، ويجعل الشيء قريبا بعيدا معا.
وهكذا فقد أدرك نفر من القدامى، ما للتمثيل في القرآن الكريم، من مزية.

.إعراب الآية رقم (42):

{إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42)}.
الإعراب:
(ما) نافية، (من دونه) متعلّق بحال من شيء (شيء) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به عامله يدعون الواو عاطفة (الحكيم) خبر ثان مرفوع...
وجملة: (إنّ اللّه يعلم...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (يعلم...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (ما يدعون...) في محلّ نصب مفعول به لفعل العلم المعلّق بالنفي.
وجملة: (هو العزيز...) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ اللّه يعلم.

.إعراب الآية رقم (43):

{وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلاَّ الْعالِمُونَ (43)}.
الإعراب:
الواو عاطفة (الأمثال) بدل من اسم الإشارة- أو عطف بيان عليه- مرفوع (للناس) متعلّق ب (نضربها)، الواو عاطفة (ما) نافية (إلّا) للحصر (العالمون) فاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
جملة: (تلك الأمثال نضربها...) لا محلّ لها معطوفة على جملة مثل الذين.
وجملة: (نضربها للناس...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (تلك).
وجملة: (ما يعقلها إلّا العالمون...) في محلّ رفع معطوفة على جملة نضربها.

.إعراب الآية رقم (44):

{خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44)}.
الإعراب:
(بالحقّ) متعلّق بحال من لفظ الجلالة، والباء للملابسة (في ذلك) متعلّق بمحذوف خبر إنّ اللام لام الابتداء للتوكيد (آية) اسم إنّ منصوب (للمؤمنين) متعلّق بنعت لآية.
جملة: (خلق اللّه...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّ في ذلك لآية...) لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ-.

.إعراب الآية رقم (45):

{اتْلُ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ (45)}.
الإعراب:
(ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به، ونائب الفاعل لفعل (أوحي) ضمير مستتر تقديره هو وهو العائد (إليك) متعلّق ب (أوحي)، (من الكتاب) متعلّق ب (أوحي)، الواو عاطفة في المواضع الثلاثة (عن الفحشاء) متعلّق ب (تنهى)، اللام لام الابتداء للتوكيد (ما) حرف مصدريّ...
جملة: (اتل...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أوحي إليك...) لا محلّ لها صلة الموصول (ما).
وجملة: (أقم...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (إنّ الصلاة تنهى...) لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: (تنهى عن الفحشاء...) في محلّ لها رفع خبر إنّ.
وجملة: (ذكر اللّه أكبر...) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة: (اللّه يعلم...) لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
وجملة: (يعلم ما تصنعون...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (اللّه).
وجملة: (تصنعون...) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (ما).
والمصدر المؤوّل (ما تصنعون) في محلّ نصب مفعول به عامله يعلم.
الصرف:
(أقم)، فيه إعلال بالحذف لمناسبة البناء على السكون، أصله أقيم- بفتح الهمزة- جاءت الياء ساكنة مع الميم فحذفت الياء لالتقاء الساكنين فأصبح أقم وزنه أفل، وهذا شأن المعتلّ الأجوف في الأمر، والياء عين الكلمة منقلبة عن واو.
(تنهى)، فيه إعلال بالقلب أصله تنهي، جاءت الياء متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا، وقد رسمت بالياء غير المنقوطة لأنها رابعة.

.إعراب الآية رقم (46):

{وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (لا) ناهية جازمة (إلّا) للحصر (بالتي) متعلّق ب (تجادلوا)، أي بالمجادلة التي، (إلّا) للاستثناء (الذين) موصول في محلّ نصب على الاستثناء (منهم) متعلّق بحال من فاعل ظلموا الواو عاطفة في المواضع الأربعة (بالذي) متعلّق ب (آمنّا)، ونائب الفاعل لفعل (أنزل) ضمير مستتر تقديره هو، وهو العائد، (إلينا) متعلّق ب (أنزل)، وكذلك (إليكم) متعلّق بالثاني (له) متعلّق ب (مسلمون).
جملة: (لا تجادلوا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (هي أحسن...) لا محلّ لها صلة الموصول (التي).
وجملة: (ظلموا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (قولوا...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (آمنا...) في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: (أنزل إلينا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذي).
وجملة: (أنزل إليكم...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزل إلينا.
وجملة: (إلهنا وإلهكم واحد...) في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.
وجملة: (نحن له مسلمون...) في محلّ نصب معطوفة على مقول القول.

.إعراب الآيات (47- 49):

{وَكَذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ الْكافِرُونَ (47) وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ الظَّالِمُونَ (49)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله أنزلنا (إليك) متعلّق ب (أنزلنا)، الفاء عاطفة تفريعيّة.
(الكتاب) مفعول به ثان منصوب (به) متعلّق ب (يؤمنون)، الواو عاطفة (من هؤلاء) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر الموصول (من) (به) متعلّق ب (يؤمن)، الواو اعتراضيّة أو حاليّة (ما) نافية (بآياتنا) متعلّق ب (يجحد)، (إلّا) للحصر.
جملة: (أنزلنا...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (الذين آتيناهم...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (آتيناهم...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (يؤمنون به...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذين).
وجملة: (من هؤلاء من يؤمن...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الذين آتيناهم...
وجملة: (يؤمن به...) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (يجحد... الكافرون...) لا محلّ لها اعتراضيّة- أو في محلّ نصب حال- (48) الواو عاطفة (ما) نافية (من قبله) متعلّق ب (تتلو)، (كتاب) مجرور لفظا منصوب محلا مفعول به الواو عاطفة (لا) نافية (بيمينك) متعلّق ب (تخطّه)، (إذا)- بالتنوين- حرف جواب، اللام رابطة لجواب شرط مقدّر هو لو.
وجملة: (ما كنت...) لا محلّ لها معطوفة على جملة أنزلنا.
وجملة: (تتلو...) في محلّ نصب خبر كنت.
وجملة: (لا تخطّه...) في محلّ نصب معطوفة على جملة تتلو.
وجملة: (ارتاب المبطلون...) لا محلّ لها جواب الشرط المقدّر (لو).
(49) (بل) للاضراب الانتقاليّ (في صدور) متعلّق بنعت لبيّنات، والواو في (أوتوا) نائب الفاعل الواو عاطفة (ما يجحد... الظالمون) مثل المتقدّمة.
وجملة: (هو آيات...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أوتوا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (ما يجحد... إلّا الظالمون...) لا محلّ لها معطوفة على جملة هو آيات...
البلاغة:
الإطناب: في قوله تعالى: (وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ).
إطناب لابد منه، فذكر اليمين، وهي الجارحة التي يزاول بها الخط: زيادة تصوير لما نفي عنه من كونه كاتبا. ألا ترى أنك إذا قلت في الإثبات، رأيت الأمير يخط هذا الكتاب بيمينه، كان أشد لإثباتك أنه تولى كتابته، ومثله قولهم: رأيته بعيني، وقبضته بيدي، في تحقيق الحقيقة وتأكيدها، حتى لا يبقى للمجاز مجال، وهذا يقال في كل شيء يعظم مناله، ويعز الوصول إليه. وهو كثير في القرآن الكريم.
الفوائد:
تدوين القرآن:
قال الخطابي: إنما لم يجمع النبي صلى اللّه عليه وسلم القرآن في المصحف، لما كان يترقبه لورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته، فلما انقضى نزوله بوفاته، ألهم اللّه الخلفاء الراشدين ذلك، وفاء بعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة، فكان ابتداء ذلك على يد الصديق بمشورة عمر.
وقال السيوطي: كان القرآن كتب كله في عهد الرسول، لكنه غير مجموع في موضع واحد، ولا مرتّب السور. وعن زيد بن ثابت أنه قال: أرسل إلى أبو بكر، عقب مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده. قال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرّ بالمواطن فيذهب كثير من القرآن، فقال زيد لعمر: كيف تفعل ما لم يفعله رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قال عمر: هذا واللّه خير...
فلم يزل يراجعني، حتى شرح اللّه صدري لذلك. قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه قال زيد: فو اللّه لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: فلم يزل أبو بكر يراجعني، حتى شرح اللّه صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللّخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع غيره وهي لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين، إلى آخر براءة ولما كان عهد عثمان جدّ من المناسبات ما دعا إلى إعادة النظر في أمر هذه الصحف التي كتبها زيد بن ثابت.
روى البخاري عن أنس، أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال لعثمان: أدرك الأمة قبل أن يختلفوا، فأرسل عثمان إلى حفصة بنت عمر ابن الخطاب وزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن أرسلي إلينا هذه الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد اللّه بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف. وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنه إنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، ردّ عثمان الصحف إلى حفصة. وأرسل عثمان إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.